يعرف العلماء الهجرة بأنها الإنتقال من بلدالشرك والخوف إلى بلد الإسلام والآمان ... أو هى الإنتقال من حال إلى حال ... ولهذاأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة فى أول البعثةالمحمدية حيث قال لهم " إذهبوا إلى الحبشة فإن هناك ملكا لايظلم عنده أحد " فكانتهذه هجرة إلى دار أمن، أما الهجرة إلى المدينة فكانت هجرة إلى دار إيمان .
قال ابن حجر : و الهجرة ضربان :- ظاهرة و باطنة ؛ فالباطنة هى تركما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء و الشيطان ؛ و أما الظاهرة فهى الفرار بالدين منالفتنو لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون منلسانه و يده ، و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه " أخرجه البخارى .
و يقول ابن القبم الجوزية : - الهجرة الى الله ورسوله هى فرض عين على كل أحد فى كل وقت و هى مراد الله من العباد .
و يقولأيضا ً : الهجرة هجرتان : الأولى هى هجرة بالجسم من بلد إلى بلد و هذه أحكامهامعلومة
الهجرة الحقيقية
و أما الثانية فهى هجرة بالقلب إلى الله ورسوله و هذه الهجرة هى الهجرة الحقيقية و هى الأصل و هجرة الجسد تابعة لها .... فهىهجرة من و إلى الله تعالى .. فالمهاجر يهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبتهسبحانه .. و من عبودية غيره إلى عبوديته جل و علا .. و من سؤال غيره إلى سؤالهتعالى ، و هذا بعينه معنى الفرار إليه فى قوله تعالى ( ففروا إلى الله ) ..... فرارمن المكروه الذى أوجبته مشيئة الله إلى ما تقتضيه رحمته و لطفه و احسانه .
الهجرة الحقيقية
و أما الثانية فهى هجرة بالقلب إلى الله ورسوله و هذه الهجرة هى الهجرة الحقيقية و هى الأصل و هجرة الجسد تابعة لها .... فهىهجرة من و إلى الله تعالى .. فالمهاجر يهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبتهسبحانه .. و من عبودية غيره إلى عبوديته جل و علا .. و من سؤال غيره إلى سؤالهتعالى ، و هذا بعينه معنى الفرار إليه فى قوله تعالى ( ففروا إلى الله ) ..... فرارمن المكروه الذى أوجبته مشيئة الله إلى ما تقتضيه رحمته و لطفه و احسانه .
و من تصور هذا حق تصوره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم " و أعوذ بكمنك".. و قوله أيضا " لا ملجأ و لا منجى منك إلا إليك " .. ففى ذلك افراد الله عز وجل بالألوهية و الربوبية .
إذا ً فالهجرة قبل أن تكون من مكة الىالمدينة أى هجرة من مكان إلى مكان آخر ، فهى أولا ً كانت هجرة إلى الله تعالىبالإنقياد له بالطاعة و اخلاص العمل له عز و جل ( قل إن صلاتى و نسكى و محياى ومماتى لله رب العالمينو هى أيضا فريضة على هذه الأمة .. باقية الى قيامالساعة لأن الرسول الكريم يقول " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة و لا تنقطعالتوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه أبو داود ، فهنا اقترنت الهجرة بالتوبة ،فكأنما التائب من الذنب كلما يجدد توبته فهو يجدد بذلك هجرته إلى الله تعالى أيضا ً .
أما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم " لا هجرة بعد الفتح " أى الهجرةمن مكة تحديدا إلى المدينة تحديدا أى أن تكون مقصورة على مكان بعينه .
المصادر : - زاد المهاجر لإبن القيم الجوزيةوكل عام وانتموكل المسلمين فى كل مكان بخير وسلام