بين صخب الحياة وتكالب همومها، يبحث كل منا في صديقه على واحة يستأنس بها، ويستظل بأشجارها، ويرتوي من عذوبة آبارها لكي يواصل حياته؛ إذ تجمع الدنيا بين النعيم والشقاء، ويحتاج الإنسان إلى من يشاركه همه، ويقاسمه فرحه، ويستشيره في أمره، وهذا ما ينشده في رفيق الدرب.
ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك، ولا يلقى الإنسان الراحة حيث استودع صديقه قلبه، وآمنه على أسراره وطموحه وأحلامه؛ عندئذ يخسر الإنسان دنياه ويحمل نفسه المزيد من الأعباء والضغوط النفسية، ويفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات، ومشاركته في الحلوة والمرة.
صحبة الصالحين.. عنوان الفلاح
"الصديق الصالح هو عنوان الفلاح، وهو سبب للورود على باب الجنة أو سبب للصد عنه"، هذا ما أكده الشيخ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي، داعية سعودي متخصص في قضايا الشباب.
واستدرك: "من صلح فما صلح إلا بتوفيق الله ثم بإعانة الصديق الصالح، وما فسد من فسد إلا بإعانة من أعانه على معصية الله عز وجل؛ فالصديق الصالح هو عنوان السعادة؛ في الدنيا يذكرك إذا نسيت، ويعلمك إذا جهلت، ويعينك إذا أطعت، ويأخذ بيدك إلى كل خير. أما صديق السوء فهو الخذلان عند النوائب، وسبب لذهاب الجاه والمال، والمحبة لله تبارك وتعالى".
وأضاف: "تأمل تأثير الصداقة في حياة الناس فستجد شبابا وقعوا في طريق المخدرات، وفتيات وقعن في حبائل المعاكسات، وكم من صالح انتكس وكم من مهتد ضل، والسبب في هذا هو صديق السوء!".
وعن أثر مصاحبة المتدين وغير المتدين في تنشئة الشاب، وتصرفاته، وسلوكياته يبيِّن الغامدي: "نحن كتلة من المشاعر والعواطف والأحاسيس، ولسنا بخشب. نتأثر ونؤثر ونأخذ ونعطي، ونكتسب من طبائع الناس وأخلاقهم.
فإن كان الصاحب صالحا فلا بد أن يؤثر في مسلك العبد، ويؤثر في أقواله وأفعاله، ومعتقداته فيمن يصاحبه. واقرأ التاريخ تجد من أضل فرعون إلا هامان، ومن أضل أبا طالب عند الموت إلا أبو جهل. وانظر في نهاية كل من ختمت له بخاتمة الشقاء تجد أن له عونا على السوء أورده المهالك".
وحول المعايير المثلى التي يختار بها الشاب أصدقاءه يذكر الغامدي: "من أهم تلك المعايير صحة معتقد الصديق وسلامة منهجه، واستقامة حاله وطيب أعماله، وكرامة أخلاقه وطيب شمائله وجمال فضائله". مضيفا: "إذا رأيت من يعينك على طاعة فالزمه، وإذا رأيت من يصدك عنها ففر من المجذوم فرارك من الأسد".
وعن كيفية اختيار الأصدقاء وتقييم الناس لاختيار الخليل الصالح؛ يوضح الغامدي: "المعاشرة تولد التقييم لأنك لا تعرف أخلاق الناس إلا أن تتعامل معهم، ولكن صلاح المظهر في الغالب يخبر عن صلاح المخبر، وحرص الصديق في مجالات الخير، وذكر الناس الحسن له يوحي بحاله، وحقيقة أفعاله.
فانظر لصاحب المسجد، والزم صديق المحاضرة، وتشبث بزميل المحراب، وكن مع رفيق الدعوة، واستظل بضلال من استقام على شرع الله؛ فإن صداقته شجرة وارفة الضلال، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها".
ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك، ولا يلقى الإنسان الراحة حيث استودع صديقه قلبه، وآمنه على أسراره وطموحه وأحلامه؛ عندئذ يخسر الإنسان دنياه ويحمل نفسه المزيد من الأعباء والضغوط النفسية، ويفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات، ومشاركته في الحلوة والمرة.
صحبة الصالحين.. عنوان الفلاح
"الصديق الصالح هو عنوان الفلاح، وهو سبب للورود على باب الجنة أو سبب للصد عنه"، هذا ما أكده الشيخ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي، داعية سعودي متخصص في قضايا الشباب.
واستدرك: "من صلح فما صلح إلا بتوفيق الله ثم بإعانة الصديق الصالح، وما فسد من فسد إلا بإعانة من أعانه على معصية الله عز وجل؛ فالصديق الصالح هو عنوان السعادة؛ في الدنيا يذكرك إذا نسيت، ويعلمك إذا جهلت، ويعينك إذا أطعت، ويأخذ بيدك إلى كل خير. أما صديق السوء فهو الخذلان عند النوائب، وسبب لذهاب الجاه والمال، والمحبة لله تبارك وتعالى".
وأضاف: "تأمل تأثير الصداقة في حياة الناس فستجد شبابا وقعوا في طريق المخدرات، وفتيات وقعن في حبائل المعاكسات، وكم من صالح انتكس وكم من مهتد ضل، والسبب في هذا هو صديق السوء!".
وعن أثر مصاحبة المتدين وغير المتدين في تنشئة الشاب، وتصرفاته، وسلوكياته يبيِّن الغامدي: "نحن كتلة من المشاعر والعواطف والأحاسيس، ولسنا بخشب. نتأثر ونؤثر ونأخذ ونعطي، ونكتسب من طبائع الناس وأخلاقهم.
فإن كان الصاحب صالحا فلا بد أن يؤثر في مسلك العبد، ويؤثر في أقواله وأفعاله، ومعتقداته فيمن يصاحبه. واقرأ التاريخ تجد من أضل فرعون إلا هامان، ومن أضل أبا طالب عند الموت إلا أبو جهل. وانظر في نهاية كل من ختمت له بخاتمة الشقاء تجد أن له عونا على السوء أورده المهالك".
وحول المعايير المثلى التي يختار بها الشاب أصدقاءه يذكر الغامدي: "من أهم تلك المعايير صحة معتقد الصديق وسلامة منهجه، واستقامة حاله وطيب أعماله، وكرامة أخلاقه وطيب شمائله وجمال فضائله". مضيفا: "إذا رأيت من يعينك على طاعة فالزمه، وإذا رأيت من يصدك عنها ففر من المجذوم فرارك من الأسد".
وعن كيفية اختيار الأصدقاء وتقييم الناس لاختيار الخليل الصالح؛ يوضح الغامدي: "المعاشرة تولد التقييم لأنك لا تعرف أخلاق الناس إلا أن تتعامل معهم، ولكن صلاح المظهر في الغالب يخبر عن صلاح المخبر، وحرص الصديق في مجالات الخير، وذكر الناس الحسن له يوحي بحاله، وحقيقة أفعاله.
فانظر لصاحب المسجد، والزم صديق المحاضرة، وتشبث بزميل المحراب، وكن مع رفيق الدعوة، واستظل بضلال من استقام على شرع الله؛ فإن صداقته شجرة وارفة الضلال، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها".