“قلوب ضلت الطريق ” قصة قصيرة
لتعانق روحك اليتيمة عالمه .. سائر وحدك .. في هذا الطريق .. يديك المعروقتان.. تضم صورة مهترئة لوجه فتاة صغيرة وبجوارها صبي .. وحدك مع زمجرة الهواء .. وهي تدفعك .. أنت نفسك لا تعرف إلى أين ؟ وجه سارة يطل من خلف الفراش .. تريد منك أن تلاعبها .. هيا بابا .. استيقظ .. طارق يقف أمامك .. يحمل كتبه .. يريدك أن تساعده .. تحتضنهما ..تضم الصورة إلى صدرك، تعتصرها، فتشعر بقلبك ينفطر رغم كل هذا .. عند بوابة المدرسة .. تسمع أصوات البنات الصغيرات .. بدون كحبات المطر الندية .. يلعبن في ساحة المدرسة .. جماعات .. صغيرة .. فراشات ناعمة .. سارة من بينهن ..كم بدت جميلة بضفيرتها .. منهكة ..تركض .. ورغم تقطع أنفاسها ..
كانت تدور حول المجموعة .. طاق ..طاق.. طاقية .. رين رين ياجرس .. حول اركب على الفرس .. كانت ترددها مع صديقاتها .. حقائبهن ساكنة على الأرض .. متكومة في زاوية .. وأحذيتهن متسخة ..متبعثرة في الطريق .. سارة .. تناديها .. تلتفت إليك .. بمريولها الرمادي .. وجه جميل .. القمر يبدو الليلة مكتملا .. الهواء يداعب شعر فتاة واقفة أمام سور الكورنيش تتأمل البحر بنظرة حالمة .. تضمها .. تحملها على ذراعيك .. يدك تحتضن يد طارق .. يبدو سعيدا .. وهو يلتصق بقدميك .. مفتخرا بك كوالد رائع .. وأب صالح .. - وحيد في عتمة الليل ..
الصورة القديمة تؤرقك ..تنغص عليك ..تقتات من جسدك الضعيف .. كم من سنوات مضت من عمرك وأنت تمرر يدك عليها .. تتحسسها .. وتعيش الدموع كأنها حواجز وجدران ..تؤرقك .. .. حينما مرت بك الأيام .. وذبل جسدك ..ووهنت عظامك .. سارة كبرت .. أصبحت ضفائرها طويلة .. لم تعد طفلتك التي تغني لك .. وتداعبك بقبلة ..أصبحت إمرأة .. لديها أبناء وزوج .. وطارق .. سافر إلى الخارج .. وحيد ..سائر على قدميك … تقطع نفس الدرب .. ذلك الكورنيش ..
أصوات الأطفال وهم يلعبون الكرة ..تصل الكرة إلى قدميك .. تنظر إليها حائرا .. وجه طارق يطل .. بابا هيا أركلها، تضحك بصوت عال .. تركلها .. احساس بالنشوة يتملكك .. تغمض عينيك .. تتحسس الأضواء الخافتة .. ورغم حرارتها تجد فيها متعة .. كمتعة دموعك حينما تلامس الصورة ..وتتساقط الدموع على وجه سارة .. شعرها .. وعين طارق .. ملابسه .. تمسحها بكمك .. تريدها أن تبقى ..تتجعد الصفحات .. ..فيزيد ألمك .. ووحدتك ..
ها أنت تمشي وحيدا .. منبوذا .. تدفعك الريح .. وتتساقط عليك الأمطار ..فلا أحد يطعمك .. تصرخ.. تئن .. كأسد جريح ..تتذكرها .. فيغص قلبك أكثر .. بالألم .. تترك لقدميك العنان .. وهما يسيران وحدهما في رحلتهما .. توقظك صرخات وليد بين أحضان أمه .. يتململ .. والأم تحنو عليه .. تقبل أنامله البضة الصغيرة ..ووالده ينظر إليه بحنان .. فيوقظ فيك هذا الاحساس احساس آخر .. احساس الأبوة الذي فقدته منذ زمن ..تسير في طريقك كالمعتاد .. تمارس حياتك التي أعدت عليها منذ عشرون عاما ..
دائما وحدك .. وحدتك كأيام مبعثرة في شتاء بارد .. ها هو البحر يفرد ذراعيه .. يريد ضمك إلى أمواجه المرهقة ..
لتعانق روحك اليتيمة عالمه .. سائر وحدك .. في هذا الطريق .. يديك المعروقتان.. تضم صورة مهترئة لوجه فتاة صغيرة وبجوارها صبي .. وحدك مع زمجرة الهواء .. وهي تدفعك .. أنت نفسك لا تعرف إلى أين ؟ وجه سارة يطل من خلف الفراش .. تريد منك أن تلاعبها .. هيا بابا .. استيقظ .. طارق يقف أمامك .. يحمل كتبه .. يريدك أن تساعده .. تحتضنهما ..تضم الصورة إلى صدرك، تعتصرها، فتشعر بقلبك ينفطر رغم كل هذا .. عند بوابة المدرسة .. تسمع أصوات البنات الصغيرات .. بدون كحبات المطر الندية .. يلعبن في ساحة المدرسة .. جماعات .. صغيرة .. فراشات ناعمة .. سارة من بينهن ..كم بدت جميلة بضفيرتها .. منهكة ..تركض .. ورغم تقطع أنفاسها ..
كانت تدور حول المجموعة .. طاق ..طاق.. طاقية .. رين رين ياجرس .. حول اركب على الفرس .. كانت ترددها مع صديقاتها .. حقائبهن ساكنة على الأرض .. متكومة في زاوية .. وأحذيتهن متسخة ..متبعثرة في الطريق .. سارة .. تناديها .. تلتفت إليك .. بمريولها الرمادي .. وجه جميل .. القمر يبدو الليلة مكتملا .. الهواء يداعب شعر فتاة واقفة أمام سور الكورنيش تتأمل البحر بنظرة حالمة .. تضمها .. تحملها على ذراعيك .. يدك تحتضن يد طارق .. يبدو سعيدا .. وهو يلتصق بقدميك .. مفتخرا بك كوالد رائع .. وأب صالح .. - وحيد في عتمة الليل ..
الصورة القديمة تؤرقك ..تنغص عليك ..تقتات من جسدك الضعيف .. كم من سنوات مضت من عمرك وأنت تمرر يدك عليها .. تتحسسها .. وتعيش الدموع كأنها حواجز وجدران ..تؤرقك .. .. حينما مرت بك الأيام .. وذبل جسدك ..ووهنت عظامك .. سارة كبرت .. أصبحت ضفائرها طويلة .. لم تعد طفلتك التي تغني لك .. وتداعبك بقبلة ..أصبحت إمرأة .. لديها أبناء وزوج .. وطارق .. سافر إلى الخارج .. وحيد ..سائر على قدميك … تقطع نفس الدرب .. ذلك الكورنيش ..
أصوات الأطفال وهم يلعبون الكرة ..تصل الكرة إلى قدميك .. تنظر إليها حائرا .. وجه طارق يطل .. بابا هيا أركلها، تضحك بصوت عال .. تركلها .. احساس بالنشوة يتملكك .. تغمض عينيك .. تتحسس الأضواء الخافتة .. ورغم حرارتها تجد فيها متعة .. كمتعة دموعك حينما تلامس الصورة ..وتتساقط الدموع على وجه سارة .. شعرها .. وعين طارق .. ملابسه .. تمسحها بكمك .. تريدها أن تبقى ..تتجعد الصفحات .. ..فيزيد ألمك .. ووحدتك ..
ها أنت تمشي وحيدا .. منبوذا .. تدفعك الريح .. وتتساقط عليك الأمطار ..فلا أحد يطعمك .. تصرخ.. تئن .. كأسد جريح ..تتذكرها .. فيغص قلبك أكثر .. بالألم .. تترك لقدميك العنان .. وهما يسيران وحدهما في رحلتهما .. توقظك صرخات وليد بين أحضان أمه .. يتململ .. والأم تحنو عليه .. تقبل أنامله البضة الصغيرة ..ووالده ينظر إليه بحنان .. فيوقظ فيك هذا الاحساس احساس آخر .. احساس الأبوة الذي فقدته منذ زمن ..تسير في طريقك كالمعتاد .. تمارس حياتك التي أعدت عليها منذ عشرون عاما ..