العفة هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة عليها . يقول الله تعالى : " ثلاثة لا ترى أعينهم النار : عين حرست في سبيل الله ، وعين بكت من خشية الله ، وعين كفت عن محارم الله " رواه الطبراني .
وقد روى السلف : أن شابا عابدا كان بالكوفة ، فتعرضت له امرأة في الطريق ، وقالت له : يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها . أنتم معاشر العباد على مثال القوارير ، أدنى شيء يعيبا ، وجملة ما أقوله لك : إن جوارحي كلها مشغولة بك ، فالله الله في أمري وأمرك .
ومضى الشاب في طريقه ثم كتب إليها قائلا : اعلمي أيتها المرأة أن الله عز وجل إذا عصاه العبد حلم ، فإذا عاد إلى المعصية مرة أخرى ستره ، فإني أذكرك يوما تكون السماء فيه كالمهل ، وتصير الجبال كالعهن ، وإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف بإصلاح غيري ؟ وإن كان ما ذكرت حقا فأنا أدلك على طيب هدى ، يداوي الجروح الممرضة والأوجاع المنغصة ، ذلك هو رب العالمين ، فاقصديه بصدق المسألة ، فإني مشغول عنك بقول الله تعالى : " وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " فأين المهرب أيتها المرأة من هذه الآية ؟
وبعد أيام تعرضت له ، فأراد الرجوع عن الطريق فقالت له : أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك ، وامنن علي بموعظة أحملها عنك ، وأوصني بوصية أعمل بها ، فقال لها : أوصيك بحفظ نفسك من نفسك ، وأذكرك بقول الله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار " .
أسباب العفة :
لقد نهانا الله تعالى عن الأسباب التي تقربنا إلى الزنا : كالنظر واللمس ، والاختلاط ، والخلوة بالأجنبية .. لأن هذه الأمور تؤدي إلى الزنا ، كالراعي يرعى حولا لحمى يوشك أن يقع فيه . وما أحسن ما قاله الشاعر في خطورة النظرة .. تلك النظرة التي هي سهم من سهام إبليس :
ومـعظم النار من مستصغر الشرر
كل الـحوادث مبدأها من النظر
فعل السـهام بلا قوس ولا وتـر
كم نـظرة فعلت في قلب صاحبها
في أعين الـغيد موقوف على الخطر
والمرء ما دام ذا عين يـقلبــها
لا مـرحـبا بسرور عـاد بالضرر
يسر مقلته ما ضر مهـجتــه
العودة إلى الصفحة الرئيسة
وقد روى السلف : أن شابا عابدا كان بالكوفة ، فتعرضت له امرأة في الطريق ، وقالت له : يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها . أنتم معاشر العباد على مثال القوارير ، أدنى شيء يعيبا ، وجملة ما أقوله لك : إن جوارحي كلها مشغولة بك ، فالله الله في أمري وأمرك .
ومضى الشاب في طريقه ثم كتب إليها قائلا : اعلمي أيتها المرأة أن الله عز وجل إذا عصاه العبد حلم ، فإذا عاد إلى المعصية مرة أخرى ستره ، فإني أذكرك يوما تكون السماء فيه كالمهل ، وتصير الجبال كالعهن ، وإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف بإصلاح غيري ؟ وإن كان ما ذكرت حقا فأنا أدلك على طيب هدى ، يداوي الجروح الممرضة والأوجاع المنغصة ، ذلك هو رب العالمين ، فاقصديه بصدق المسألة ، فإني مشغول عنك بقول الله تعالى : " وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " فأين المهرب أيتها المرأة من هذه الآية ؟
وبعد أيام تعرضت له ، فأراد الرجوع عن الطريق فقالت له : أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك ، وامنن علي بموعظة أحملها عنك ، وأوصني بوصية أعمل بها ، فقال لها : أوصيك بحفظ نفسك من نفسك ، وأذكرك بقول الله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار " .
أسباب العفة :
لقد نهانا الله تعالى عن الأسباب التي تقربنا إلى الزنا : كالنظر واللمس ، والاختلاط ، والخلوة بالأجنبية .. لأن هذه الأمور تؤدي إلى الزنا ، كالراعي يرعى حولا لحمى يوشك أن يقع فيه . وما أحسن ما قاله الشاعر في خطورة النظرة .. تلك النظرة التي هي سهم من سهام إبليس :
ومـعظم النار من مستصغر الشرر
كل الـحوادث مبدأها من النظر
فعل السـهام بلا قوس ولا وتـر
كم نـظرة فعلت في قلب صاحبها
في أعين الـغيد موقوف على الخطر
والمرء ما دام ذا عين يـقلبــها
لا مـرحـبا بسرور عـاد بالضرر
يسر مقلته ما ضر مهـجتــه
العودة إلى الصفحة الرئيسة