هانا مونتانا الممثلة تتحدى هانا مونتانا المغنية
تؤدي في الفيلم دور طالبة في الصباح ومغنية البوب في الليل
"هانا مونتانا" طالبة في الصباح، ومغنية البوب في الليل، تسيطر شعبيتها على حياتها، الأمر الذي يدفع والدها إلى اتخاذ قرار عودتها إلى جذورها في بلدتها الصغيرة بولاية تنيسي، وهناك تلتقي مع الحب .. إلى جانب مشكلات أخرى
هذا ملخص فيلم "
هانا مونتانا" Hannah Montana: The Movie ، وهو فيلم كوميدي اجتماعي بطابع عائلي، جسده المخرج بيتر تشيلسوم ، وتقدم فريقه ميلي سايرس ، ووالدها بيلي راي سايرس ، معتمدا على برنامج تلفزيوني شعبي اهتم بظاهرة البوب
الفيلم حصد 34 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى من عرضه ، وهي حصيلة استثنائية، لاسيما نزوله في الوقت نفسه مع فيلم " الأخوة يونس" الموسيقي والموجه إلى نوعية الجمهور نفسها ، وهو جمهور المراهقين.
الفريق الذي حمل الفيلم تجارب موسيقية سابقة له ، باستثناء الأمر الأغرب فيه (ظاهريا على الأقل) وهو تكليف بيتر تشيلسوم لكونه لا يملك تجارب سابقة لإدارة مثل هذا النوع من السيناريوهات، لكنه على الأرجح لم يرفض عملا لا ينتظر منه فتوحات فنية كبرى، ولا يتطلب أكثر من تمثيل في قدر متوسط ، ولا تدخلات في تكنيك الأداء تحتاج إلى تدريبات مرهقة، وكما لو أن أي مشهد يمكن تعويضه في أداء سهل ترفع إيقاعه الموسيقى والقاعدة الشعبية المهيأة أصلا لتشجيع البطلة الرئيسة ميلي سايرس.
امتزاج العناصر
كما أن مزج البطل الرئيس مع أسلوب والت ديزني العائلي ومسلمات التلفزيون مكنت مايلي سايرس المراهقة التي تلاعبوا في عمرها ليكون 16 سنة مع باروكة شقراء تسير في الحياة الثانية كنجمة البوب هانا مونتانا.
لا توجد عقد تزيد من مسؤولية السيناريو، ومع ذلك، ليس من السهل توظيف مسلسل كوميدي ضرب ضربته في مجال الـ soundstage ، وتحويله إلى فيلم طويل تطمح أن يكون مثيرا.
سنجد أن كل من في المدرسة ينظر في اتجاه، فيما ميلي - هانا تنظر إلى نفسها حتى تمتلئ بها لتجد ضرورة السيطرة على شخصيتها في الجزء الثاني من الفيلم ، وإن غادر أخوها الكلية، تقلل من أهمية عيد ميلاد صديقتها المقربة التي تعرف حقيقة شخصيتها الثنائية ليلي تروسكوت (إيميلي أوسمينت) التي دعت ميلي للحفل ليس كهانا ، وكذلك صديقها أوليفير (ميشيل موسو)، غير أن أنف هانا سيتغلب على تواضع حنك ميلي في النهاية.
العودة إلى الجذور
الأب راي ستيورات بدوره، أدرك المصاعب التي تواجهها ابنته وكرد فعل لهذا السلوك، قرر إيقافه ، وأخذها إلى كراولي في تينيسي حيث جدتها (مارجو مارتيندال) التي أعطت بعض لحظات للوقار في الشريط، وهذا يعني أن هانا» يجب أن تتغيّب عن الظهور في نيويورك. لذلك تشعر ميلي بالأسى على نفسها حتى تقابل برودي (لوكاس تيل)، صديق الطفولة الذي أصبح رجلا وسيما يعمل في مزرعة جدتها.
للآن ميلي لا تستطيع الهروب من حياة الانفصام، خاصة عندما تخبر صديقها بأنها تعرف هانا مونتانا، فيطلب منها سكان المدينة دعوتها لإقامة حفل خيري ، وهذا سيزيد من جرعة الازدواجية التي تقلقها، في وقت سيبدأ فيه كل من حولها الشعور بأن امتلاكها ذات ثانية سيكون عبئا أكثر منه منفعة، وتصبح الباروكة الشقراء كابوسا يهدد بتحطيم حياتها المزدوجة، حيث تفيق صباحا كطالبة وتقضي المساء كمطربة ، ويبدو أن أحدا لم يبال بالرغبات الباثولوجية للاكتشاف التي تتملكها
كيف ستواجه عفوية الطالبة الصباحية ، وشعبية النجمة؟ يتدخل السيناريو بحل بسيط هو خطوة الأب الذي يحاول إعادتها إلى جذورها حيث مزرعة العائلة كنوع من الاستعانة بمبادئ الأخلاق الريفية لإنقاذ مراهقة المدينة التي تبدل شخصيتها بباروكة.
العادي أفضل
ليس لدينا اعتراض على محور القصة المرزومة أوراقها من قبل تشارلي كاوفمان وسيناريو دانيال بيرندسن ، فالحكاية تسير على مستوى واحد يمكن توقعه، وهي أصلا مكتوبة ليتقبلها جمهور يبدأ من عمر السابعة حتى العشرين، لذلك يكون الحل للتعامل مع هذا الجمهور أن تسير بنمط واحد بتمثيل عادي.
وفي حالة فيلمنا، فإن المؤدين افتقروا إلى المهارة، لكنهم عوضوها بالطاقة وهيبة الحضور، فمايلي سايرس محبوبة جدا في أوساط الصغار والفتيان الذين لا يريدون رؤية أخرى غير تلك التي اعتادوا عليها ، ولم تحبذ الوقوع في هفوة الممثلات المراهقات الأخريات اللواتي اهتممن بالعمق ، وكبرن في الشاشة ، وابتعد عنهن جمهور الشباب مباشرة، لاسيما أن العارفين لخامة سايرس، يدركون أن صوتها ضعيف ، والافتراض في أن منتجي الأفلام يحسنون أصوات المطربين إلكترونيا سيؤدي إلى نتائج حمقاء، ولإيجاد حل لهذه المشكلة، لابد من الزج بالمساعدين (كما فعلوا مع تايلور) لتؤدي الأغاني.
السهولة تجذب الإيرادات
لم نفهم السبب في زج مراسل الصحيفة الشعبية الإنكليزية (بيتر غون ) الذي بدا كأنه خارج من حفرة في القصة ، ولم يكن هو نفسه يعرف الفرق بين مكتبه في التحرير وعمله الميداني ، حاصرا مهمته بتجميع الغسيل القذر لهانا.
إن الصورة تُنجز لكي تعمل ، ولابد أن تكون وفية لعشاق البرنامج التلفزيوني الذي كان أساس الفيلم، ونرى أن هذا العامل هو الذي قفز في إيرادات الشريط، لأن أحدا من الذين صنعوه لم يفكر أبدا في كيفية تلقي ضربات ماكينة النقد السينمائي، ولعل ما كان يشغلهم بعد انتهاء فترة العرض، حجم الإقبال على الـ"دي في دي".
المواعظ بسيطة بدورها ، ويسمعها المراهقون يوميا من آبائهم حول آفة الشهرة ، ومطبات الغرور ، وسيجد الآباء الذين يصاحبون أطفالهم أنفسهم خلال 100 دقيقة من زمن الشريط في وضع مرهق، لكنهم سيصبرون في هذه الدقائق تلبية للتسلية التي سيرونها حققت هدفها بفضل نجوم أبنائهم المفضلين، أما أولئك الذين يعانون من متاعب في الزائدة، فلا داعي لتحمل الدقائق المائة، لأنها ستتكفل بتفجيرها في أي لحظة
وما يعتقدونه "ضربة معلم" في الشريط، وهو اختيار بيلي سايروس الأب الحقيقي لميلي ليؤدي دور أبيها في الفيلم، نجده قد سبب تشوشا في التحريف المنقول من حقيقة نجمة التسعينيات مع تغييرات طفيفة في لمعان الشفة والرموش والأحذية البيضاء والباروكة ليقدموا للمراهقين نجمتهم المفضلة التي استطاعت تجميع الحشود برقصاتها.
وقبل أن تنزل من مسرح حديقة ألعاب مدينتها الأصلية الصغيرة وتنزع الباروكة وتجهش: «لا أستطيع أن أعمل هذا، لست هنا»، سيهتف الحشد لهانا فتستجيب لأداء أغنية توديعية...الخ.
أي سينما نشاهد؟ مثل هذه السيناريوهات نعتقد أنها متاحة لأن يكتبها أي شخص من الجمهور على طاولة مقهى في غضون رده على مكالماته الهاتفية ، والتحية على كل العابرين!
إن أنصار البرنامج التلفزيوني سيستمتعون بـ 13 أغنية موزعة هنا وهناك والحياة الخاصة لنجمة البوب من خلال هانا، أما أنصار السينما فسيقرأون ما كان يريد أن يقوله الفيلم في أننا ينبغي أن نعيش في الأماكن التي تستحق الحب ، ولا يوجد غير البيت الذي يساعدنا على بناء عالم عادل ومسالم وعاقل ورحيم.
* نقلا عن صحيفة "القبس الكويتية
تؤدي في الفيلم دور طالبة في الصباح ومغنية البوب في الليل
"هانا مونتانا" طالبة في الصباح، ومغنية البوب في الليل، تسيطر شعبيتها على حياتها، الأمر الذي يدفع والدها إلى اتخاذ قرار عودتها إلى جذورها في بلدتها الصغيرة بولاية تنيسي، وهناك تلتقي مع الحب .. إلى جانب مشكلات أخرى
هذا ملخص فيلم "
هانا مونتانا" Hannah Montana: The Movie ، وهو فيلم كوميدي اجتماعي بطابع عائلي، جسده المخرج بيتر تشيلسوم ، وتقدم فريقه ميلي سايرس ، ووالدها بيلي راي سايرس ، معتمدا على برنامج تلفزيوني شعبي اهتم بظاهرة البوب
الفيلم حصد 34 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى من عرضه ، وهي حصيلة استثنائية، لاسيما نزوله في الوقت نفسه مع فيلم " الأخوة يونس" الموسيقي والموجه إلى نوعية الجمهور نفسها ، وهو جمهور المراهقين.
الفريق الذي حمل الفيلم تجارب موسيقية سابقة له ، باستثناء الأمر الأغرب فيه (ظاهريا على الأقل) وهو تكليف بيتر تشيلسوم لكونه لا يملك تجارب سابقة لإدارة مثل هذا النوع من السيناريوهات، لكنه على الأرجح لم يرفض عملا لا ينتظر منه فتوحات فنية كبرى، ولا يتطلب أكثر من تمثيل في قدر متوسط ، ولا تدخلات في تكنيك الأداء تحتاج إلى تدريبات مرهقة، وكما لو أن أي مشهد يمكن تعويضه في أداء سهل ترفع إيقاعه الموسيقى والقاعدة الشعبية المهيأة أصلا لتشجيع البطلة الرئيسة ميلي سايرس.
امتزاج العناصر
كما أن مزج البطل الرئيس مع أسلوب والت ديزني العائلي ومسلمات التلفزيون مكنت مايلي سايرس المراهقة التي تلاعبوا في عمرها ليكون 16 سنة مع باروكة شقراء تسير في الحياة الثانية كنجمة البوب هانا مونتانا.
لا توجد عقد تزيد من مسؤولية السيناريو، ومع ذلك، ليس من السهل توظيف مسلسل كوميدي ضرب ضربته في مجال الـ soundstage ، وتحويله إلى فيلم طويل تطمح أن يكون مثيرا.
سنجد أن كل من في المدرسة ينظر في اتجاه، فيما ميلي - هانا تنظر إلى نفسها حتى تمتلئ بها لتجد ضرورة السيطرة على شخصيتها في الجزء الثاني من الفيلم ، وإن غادر أخوها الكلية، تقلل من أهمية عيد ميلاد صديقتها المقربة التي تعرف حقيقة شخصيتها الثنائية ليلي تروسكوت (إيميلي أوسمينت) التي دعت ميلي للحفل ليس كهانا ، وكذلك صديقها أوليفير (ميشيل موسو)، غير أن أنف هانا سيتغلب على تواضع حنك ميلي في النهاية.
العودة إلى الجذور
الأب راي ستيورات بدوره، أدرك المصاعب التي تواجهها ابنته وكرد فعل لهذا السلوك، قرر إيقافه ، وأخذها إلى كراولي في تينيسي حيث جدتها (مارجو مارتيندال) التي أعطت بعض لحظات للوقار في الشريط، وهذا يعني أن هانا» يجب أن تتغيّب عن الظهور في نيويورك. لذلك تشعر ميلي بالأسى على نفسها حتى تقابل برودي (لوكاس تيل)، صديق الطفولة الذي أصبح رجلا وسيما يعمل في مزرعة جدتها.
للآن ميلي لا تستطيع الهروب من حياة الانفصام، خاصة عندما تخبر صديقها بأنها تعرف هانا مونتانا، فيطلب منها سكان المدينة دعوتها لإقامة حفل خيري ، وهذا سيزيد من جرعة الازدواجية التي تقلقها، في وقت سيبدأ فيه كل من حولها الشعور بأن امتلاكها ذات ثانية سيكون عبئا أكثر منه منفعة، وتصبح الباروكة الشقراء كابوسا يهدد بتحطيم حياتها المزدوجة، حيث تفيق صباحا كطالبة وتقضي المساء كمطربة ، ويبدو أن أحدا لم يبال بالرغبات الباثولوجية للاكتشاف التي تتملكها
كيف ستواجه عفوية الطالبة الصباحية ، وشعبية النجمة؟ يتدخل السيناريو بحل بسيط هو خطوة الأب الذي يحاول إعادتها إلى جذورها حيث مزرعة العائلة كنوع من الاستعانة بمبادئ الأخلاق الريفية لإنقاذ مراهقة المدينة التي تبدل شخصيتها بباروكة.
العادي أفضل
ليس لدينا اعتراض على محور القصة المرزومة أوراقها من قبل تشارلي كاوفمان وسيناريو دانيال بيرندسن ، فالحكاية تسير على مستوى واحد يمكن توقعه، وهي أصلا مكتوبة ليتقبلها جمهور يبدأ من عمر السابعة حتى العشرين، لذلك يكون الحل للتعامل مع هذا الجمهور أن تسير بنمط واحد بتمثيل عادي.
وفي حالة فيلمنا، فإن المؤدين افتقروا إلى المهارة، لكنهم عوضوها بالطاقة وهيبة الحضور، فمايلي سايرس محبوبة جدا في أوساط الصغار والفتيان الذين لا يريدون رؤية أخرى غير تلك التي اعتادوا عليها ، ولم تحبذ الوقوع في هفوة الممثلات المراهقات الأخريات اللواتي اهتممن بالعمق ، وكبرن في الشاشة ، وابتعد عنهن جمهور الشباب مباشرة، لاسيما أن العارفين لخامة سايرس، يدركون أن صوتها ضعيف ، والافتراض في أن منتجي الأفلام يحسنون أصوات المطربين إلكترونيا سيؤدي إلى نتائج حمقاء، ولإيجاد حل لهذه المشكلة، لابد من الزج بالمساعدين (كما فعلوا مع تايلور) لتؤدي الأغاني.
السهولة تجذب الإيرادات
لم نفهم السبب في زج مراسل الصحيفة الشعبية الإنكليزية (بيتر غون ) الذي بدا كأنه خارج من حفرة في القصة ، ولم يكن هو نفسه يعرف الفرق بين مكتبه في التحرير وعمله الميداني ، حاصرا مهمته بتجميع الغسيل القذر لهانا.
إن الصورة تُنجز لكي تعمل ، ولابد أن تكون وفية لعشاق البرنامج التلفزيوني الذي كان أساس الفيلم، ونرى أن هذا العامل هو الذي قفز في إيرادات الشريط، لأن أحدا من الذين صنعوه لم يفكر أبدا في كيفية تلقي ضربات ماكينة النقد السينمائي، ولعل ما كان يشغلهم بعد انتهاء فترة العرض، حجم الإقبال على الـ"دي في دي".
المواعظ بسيطة بدورها ، ويسمعها المراهقون يوميا من آبائهم حول آفة الشهرة ، ومطبات الغرور ، وسيجد الآباء الذين يصاحبون أطفالهم أنفسهم خلال 100 دقيقة من زمن الشريط في وضع مرهق، لكنهم سيصبرون في هذه الدقائق تلبية للتسلية التي سيرونها حققت هدفها بفضل نجوم أبنائهم المفضلين، أما أولئك الذين يعانون من متاعب في الزائدة، فلا داعي لتحمل الدقائق المائة، لأنها ستتكفل بتفجيرها في أي لحظة
وما يعتقدونه "ضربة معلم" في الشريط، وهو اختيار بيلي سايروس الأب الحقيقي لميلي ليؤدي دور أبيها في الفيلم، نجده قد سبب تشوشا في التحريف المنقول من حقيقة نجمة التسعينيات مع تغييرات طفيفة في لمعان الشفة والرموش والأحذية البيضاء والباروكة ليقدموا للمراهقين نجمتهم المفضلة التي استطاعت تجميع الحشود برقصاتها.
وقبل أن تنزل من مسرح حديقة ألعاب مدينتها الأصلية الصغيرة وتنزع الباروكة وتجهش: «لا أستطيع أن أعمل هذا، لست هنا»، سيهتف الحشد لهانا فتستجيب لأداء أغنية توديعية...الخ.
أي سينما نشاهد؟ مثل هذه السيناريوهات نعتقد أنها متاحة لأن يكتبها أي شخص من الجمهور على طاولة مقهى في غضون رده على مكالماته الهاتفية ، والتحية على كل العابرين!
إن أنصار البرنامج التلفزيوني سيستمتعون بـ 13 أغنية موزعة هنا وهناك والحياة الخاصة لنجمة البوب من خلال هانا، أما أنصار السينما فسيقرأون ما كان يريد أن يقوله الفيلم في أننا ينبغي أن نعيش في الأماكن التي تستحق الحب ، ولا يوجد غير البيت الذي يساعدنا على بناء عالم عادل ومسالم وعاقل ورحيم.
* نقلا عن صحيفة "القبس الكويتية
<<<<<<<<<<<<
المصدر مواقع mbc
المصدر مواقع mbc